الاخوان واليسار والدولة والحرب العالمية الثالثة

نيسان ـ

لقمان إسكندر

هل انت مع جماعة الاخوان المسلمين؟ ليس الاردنية بل الجماعة كبرنامج وفكرة؟

فكر جيدا ستلاحظ ان لديك جديدا ما تريد أن تقوله غير الذي كنت تقوله قبل اليوم. ليس لان الجماعة تغيرت بل لأن هناك ما تغير.

هل بتّ تقول إنهم أضعف من أن يقودوا مرحلة الحرب العالمية الباردة الثالثة؟ تقول أيضا انهم .. ثم تبدأ بسرد حكاية ملاحظاتك عليهم؟

حسنا، دعك من الاخوان. فانت على أية حال يساري ..

هل انت يساري وطني وتشعر بارتباك الموقف لانك مع بشار الاسد وضد اسرائيل، وما انْ سمعت بدخول روسيا على خط الصراع شعرت بالسعادة ثم وكأن ريحا فجائية ساخنة هبت على جبينك، يوم عرفت ان اسرائيل في قلب معادلة التنسيق الروسي؟ هل انت حقا الان من الاسد؟

هل تشعر بـ (فوضى مواقف) تجتاحك وتريد ان تستقر على رأي (لكنهم) لا يدعوك وشأنك؟

طيب.. لم يبق سوى ان نلجأ الى المواقف الرسمية. هذا اضمن لكن هناك مشكلة : ما هي المواقف الرسمية باستثناء الكلام الدبلوماسي؟ بمعنى اذا كانت الساحة مربعات (ابيض واسود) اين تماما يقف الموقف الرسمي لنقف خلفه؟ إنه هنا وهناك معا .. ومع هذا الحلف وعدوه في آن.

ما الحل؟

ليس في كل ذلك المعضلة بل في انه كلما تقدم الوقت كلما زاد المشهد غموضا. كنا نظن اننا نفهم. فمضت الاحداث فدخلنا في ظلمات فوق بعضها. المتساقطون على طريق (اعتقاد الفهم) بالالف يوميا.

هل حقا تعرف جيدا ما الذي يجري؟ اتحداك. جدتي وحدها من تفهم ما يجري: (يا ستي الله يهدي البال وينصرنا). لكن العقبة التي ما عدنا فيها قادرين على إيجاد معنى واضح لها هي: من نحن حقا؟

نعم. جيد أن ننتصر، لكن ننتصر على من؟ كل اللاعبين في الملعب يرتدون ذات اللون ويقذفون بكراتهم ذات الاتجاه، فيما الجمهور يهتف عند كل هجمة مرتدة، في مشهد خرافي، وكأنهم يفهمون ما يجري، لكن هجمة نحو أين؟ ومرتدة عن ماذا؟ يا قوم نريد أن ننتصر لكن على من؟ ومن نحن اصلا؟

هل نحن مع امريكا. هي خيانة. إذن نحن مع روسيا؟ لا نرضى من تنسّق مع اسرائيل ومن تقول بوضوح إنها قدمت الى المنطقة لحماية مصالحها القومية.

كل القضايا شائكة، وكلها معقدة، وكل الاعداء ملثمون، سوى عدو واحد، حاسر الرأس مفضوح الوجه، كان وما زال، وسيبقى حتى زواله .. محتل الارض المقدسة، فلسطين.